واللحن من الجواري الظراف ومن الكواعب النواهد ومن الشواب الملاح ومن ذوات الخدور الغرائر أيسر وربما استملح الرجل ذلك منهن ما لم تكن الجارية صاحبة تكلف ولكن اذا كان اللحن سجية سكان البلد وكما يستملحون اللثغاء اذا كانت حديثة السن ومقدودة مجدولة فاذا أسنت واكتهلت تغير ذلك الاستملاح وربما كان اسم الجارية غليم وصبية وما اشبه ذلك فاذا صارت كهلة جزلة وعجوزا شهلة وحملت اللحم وتراكم عليها الشحم وصار بنوها رجالا وبناتها نساء فما أقبح حينئذ ان يقال لها يا غليم كيف أصبحت ويا صبية كيف أمسيت ولأمر ما كنت العرب البنات فقالوا فعلت ام الفضل وقالت ام عمرو وذهبت ام حكيم نعم حتى دعاهم ذلك الى التقدم في تلك الكنى .
وقد فسرنا ذلك كله في كتاب الاسماء والكنى والالقاب والانباز .
وقد قال مالك بن أسماء في استملاح اللحن من بعض نسائه .
( أمغطى مني على بصري للحب ... ام أنت أكمل الناس حسنا ) .
( وحديث ألذه هو مما ... ينعت الناعتون يوزن وزنا ) .
( منطق صائب وتلحن أحيانا ... وأحلى الحديث ما كان لحنا ) .
وهم يمدحون الحذق والرفق والتخلص الى حبات القلوب والى إصابة عيون المعاني ويقولون أصاب الهدف اذا أصاب الحق في الجملة ويقولون قرطس فلان وأصاب القرطاس اذا كان أجود اصابة من الاول فاذا قالوا رمى فاصاب الغرة وأصاب عين القرطاس فهو الذي ليس فوقه أحد ومن ذلك قولهم فلان يفل المحز ويصيب المفصل ويضع الهناء مواضع النقب وقال زرارة بن جزء حين أتى عمر بن الخطاب Bه فتكلم عنده ورفع حاجته اليه .
( أتيت أبا حفص ولا يستطيعه ... من الناس الا كالسنان طرير ) .
( فوفقني الرحمن لما لقيته ... وللباب من دون الخصوم صرير ) .
( قروم غيارى عند باب ممنع ... تنازع ملكا يهتدي ويجور ) .
( فقلت له قولا أصاب فؤاده ... وبعض كلام القائلين غرور ) .
وفي شبيه ذلك يقول عبد الرحمن بن حسان حيث يقول