( لله در عامر اذا نطق ... في حفل إملاك وفي تلك الحلق ) .
( ليس كقوم يعرفون بالشدق ... من خطب الناس ومما في الورق ) .
( يلفقون القول تلفيق الخلق ... من كل نضاح الذفارى بالعرق ) .
( اذا رمته الخطباء بالحدق ... ) .
وانما ذكر خطب الاملاك لانهم يذكرون انه يعرض للخطيب فيها من الحصر اكثر مما يعرض لصاحب المنبر ولذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ما يتصعدني كلام كما تتصعدني خطبة النكاح وقال العماني .
( لاذفر هش ولا بكاب ... ولا بلجلاج ولا هياب ) .
وقال الكميت بن زيد وكان خطيبا ان للخطبة صعداء وهي على ذي اللب أرمى .
وقولهم أرمى وأربى سواء يقال فلان قد أرمي على المائة وأربى ولم أر الكميت افصح عن هذا المعنى ولا تخلص الى خاصته وانما يجترىء علىالخطبة الغمر الجاهل الماضي الذي لا يثنيه شيء او المطبوع الحاذق الواثق بغزارته واقتدراه فالثقة تنفي عن قلبه كل خاطر يورث اللجلجة والنحنحة والانقطاع والبهر والعرق .
قال عبيد الله بن زياد وكان خطيبا على لكنة كانت فيه نعم الشيء الامارة لولا قعقعة البرد والتشدق للخطب وقيل لعبد الملك بن مروان عجل عليك الشيب يا أمير المؤمنين قال وكيف لا يعجل على وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة مرة او مرتين .
يعني خطبة الجمعة وبعض ما يعرض من الامور قال بعض الكلابيين .
( وإذا خطبت على الرجال فلا تكن ... خطل الكلام تقوله محتالا ) .
( واعلم بأن من السكوت إبانة ... ومن التكلم ما يكون خبالا ) .
كلام بشر بن المعتمر .
حين مر بابرهيم بن جبلة بن مخرمة السكوني الخطيب وهو يعلم فتيانهم الخطابة فوقف بشر فظن ابرهيم أنه إنما وقف ليستفيد او ليكون رجلا من النظارة فقال بشر أضربوا عما قال صفحا واطووا عنه كشحا .
ثم دفع اليهم صحيفة من تحبيره وتنميقه وكان أول ذلك الكلام