ويقال في الفحل اذا لم يحسن الضراب جمل عياياء وجمل طباقاء وقالت امرأة في الجاهلية تشكو زوجها زوجي عياياء طباقاء وكل داء له دواء حتى جعلوا ذلك مثلا للعي الفدم الذي لا يتجه للحجة وقال الشاعر .
( طباقاء لم يشهد خصوما ولم يقد ... ركابا الى اكوارها حين تعكف ) .
وذكر زهير بن ابي سلمى الخطل فعابه فقال .
( وذي خطل في القول يحسب أنه ... مصيب فما يلمم به فهو قائله ) .
( عبأت له حلما وأكرمت غيره ... وأعرضت عنه وهو باد مقاتله ) .
وقال الشاعر .
( شمس اذا خطل الحديث أوانس ... يرقبن كل مجذر تنبال ) .
وقال ابو الاسود الدؤلي - واسم ابي الاسود ظالم بن عمرو - وكان من المقدمين في العلم .
( وشاعر سوء يهضب القول ظالما ... كما اقتم أعشى مظلم الليل حاطب ) .
وأنشد .
( أعوذ بالله الاعز الاكرم ... من قولي الشيء الذي لم أعلم ) .
( تخبط الاعمى الضرير الأيهم ... ) .
وقال ابرهيم بن هرمة في تطبيق المفصل وتلحق هذه بمعاني اخواتها قبل .
( وعميمة قد سقت فيها عائرا ... غفلا وفيها عائرا موسوم ) .
( طبقت مفصلها بغير حديدة ... فرأى العدو عناي حيث أقوم ) .
وهذه الصفات التي ذكرها ثمامة بن أشرس فوصف بها جعفر بن يحيى كان ثمامة بن أشرس قد انتظمها لنفسه واستولى عليها دون جميع أهل عصره وما علمت انه كان في زمانه قروي ولا بلدي كان بلغ من حسن الإفهام مع قلة عدد الحروف ولا من سهولة المخرج مع السلامة من التكلف ما كان بلغه وكان لفظه في وزن اشارته ومعناه في طبقة لفظه ولم يكن لفظه الى سمعك باسرع من معناه الى قلبك قال بعض الكتاب معاني ثمامة الظاهرة في الفاظه الواضحة في مخارج كلامه كما وصف الخزيمي شعر نفسه في مديح أبي دلف حيث يقول .
( له كلم فيك معقولة ... الى القلوب كركب وقوف ) .
وأول هذه القصيدة