في كذا وكذا .
قال رجل من وجوه أهل البصرة حدثت حادثة أيام الفرس فنادى كسرى الصلاة جامعة .
وقلت لغلامي نفيس بعثتك الى السوق في حوائج فاشتريت ما لم آمرك به وتركت كل ما أمرتك به قال يا مولاي انا ناقة وليس في ركبتي دماغ وقال نفيس لغلام لي الناس ويلك أنت حياء كلهم أقل يريد انت أقل الناس كلهم حياء .
وقلت لقيس بن بريهة هذا الصبي في أي شيء أسلموه قال في اصحاب سند نعال يريد في أصحاب النعال السندية .
تأويل حديث .
روى الآصعمي وابن الاعرابي عن رجالهما ان رسول الله قال إنا معشر الانبياء بكاء فقال ناس ألبك القلة وأصل ذلك من اللبن فقد جعل صفة الانبياء قلة الكلام ولم يجعله من إيثار الصمت ومن التحصيل وقلة الفضول قلنا ليس في ظاهر هذا الكلام دليل على ان القلة من عجز في الخلقة وقد يحتمل ظاهر الكلام الوجهين جميعا وقد يكون القليل من اللفظ يأتي على الكثير من المعاني والقلة تكون من وجهين أحدهما من جهة التحصيل والاشفاق من التكلف وعلى تصديق ذلك قوله تعالى ( قل ما اسألكم عليه من أجر وما انا من المتكلفين ) وعلى البعد من الصنعة ومن شدة المحاسبة وحصر النفس حتى يصير بالتمرين والتوطين الى عادة تناسب الطبيعة وتكون من جهة العجز ونقصان الآلة وقلة الخواطر وسوء الاهتداء الى جياد المعاني والجهل بمحاسن الالفاظ ألا ترى ان الله قد استجاب لموسى على نبينا وعليه السلام حين قال ( واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هرون أخي أشدد به أزري واشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ولقد مننا عليك مرة أخرى ) فلو كانت تلك القلة من عجز كان النبي أحق بمسألة اطلاق تلك العقدة من موسى لان العرب أشد فخرا ببيانها وطول ألسنتها وتصريف كلامها وشدة اقتدارها وعلى حسب ذلك كانت ذرايتها على