بسم الله الرحمن الرحيم .
قد قلنا في صدر هذا الجزء الثالث في ذكرنا العصا ووجوه تصرفها وذكرنا من مقطعات كلام النساك ومن قصار مواعظ الزهاد وغير ذلك مما يجوز في نوادرالمعاني وقصار الخطب ونحن ذاكرون على اسم الله وعونه صدرا من دعاء الصالحين والسلف المتقدمين ومن دعاء الاعراب فقد اجمعوا على استحسان ذلك واستجادته وبعض دعاء الملهوفين والنساك المتبتلين .
قال الله تبارك وتعالى لنبيه ( قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ) وقال ( ادعوني استجب لكم ) وقال تعالى ( ويدعوننا رغبا ورهبا ) وقال ( والمستغفرين بالاسحار ) .
قالوا كان عمرو بن معاوية العقيلي يقول اللهم قني عثرات الكلام .
وقال اعرابي لرجل سأله جعل الله الخير عليك دليلا ولاجعل حظ السائل منك عذرة صادقة .
وقال بعض كرام الاعراب ممن يقرض الشعر ويؤثر الشكر .
( لعل مفيدات الزمان يفدنني ... بنى صامت في غير شيء يضيرها ) .
وقال شيخ اعرابي اللهم لا تنزلني ماء سوء فأكون امرأ سوء .
قال وسمعت عمر بن هبيرة يقول في دعائه اللهم إني أعوذ بك من صديق مطر وجليس مغر وعدو مسر .
قال كتب ابن سيابة الى صديق له إما مستقرضا وإما مستفرضا فذكر صديقه خلة شديدة وكثرة عيال وتعذر الامور فكتب اليه ابن سيابة ان كنت كاذبا فجعلك الله صادقا وان كنت مليما فجعلك معذورا .
قال الاصمعي سمعت اعرابيا يقول أعوذ بك من الفواقر والبواقر ومن جار السوء في دار المقامة والظعن ومما ينكس برأس المرء ويغري به لئام الناس .
قال الاصمعي قيل لخالد بن نضلة قال عبد يغوث بن وقاص ما أذم فيها إلا غطينا ليس خالد بن نضلة يعني مضر قال خالد اللهم ان كان كاذبا فاقتله على يد الأم حي في مضر فقتلته تيم الرباب .
قالوا وقف سائل من الاعراب على الحسن فقال رحم الله عبدا أعطى من سعة وآسى من كفاف وآثر من قلة