وكان مسلمة شجاعا خطيبا وبارع اللسان جوادا ولم يكن في ولد عبد الملك مثله ومثل هشام بعده .
وقال بعض الاعراب يهجو قوما .
( تصبر للبلاء الحتم صبرا ... اذا جاورت حي بني أبان ) .
( أقاموا الديدبان على يفاع ... وقالوا لي احترس للديدبان ) .
( فان ابصرت شخصا من بعيد ... فصفق بالبنان على البنان ) .
( تراهم خشية الاضياف خرسا ... يقيمون الصلاة بلا أذان ) .
وقال بعض الاعراب يمدح قوما .
( وسار تعناه المبيت فلم يدع ... له حابس الظلماء والليل مذهبا ) .
( رأى نار زيد من بعيد فخالها ... وقد كذبته النفس والظن كوكبا ) .
( رفعت له بالكف نارا تشبها ... شآمية نكباء او عارض صبا ) .
( وقلت ارفعوها بالصعيد كفى بنا ... مشيرا لساري ليلة ان تأوبا ) .
( فلما أتانا والسماء تبله ... تقول له أهلا وسهلا ومرحبا ) .
( وقمت الى البرك الهواجد فاتقت ... بكوماء لم يترك لها الني مهربا ) .
( فرحبت أعلى الجنب منها بطعنة ... دعت مستكن الجوف حتى تصببا ) .
وقال الآخر .
( واستيقني في ظلم البيوت ... أنك ان لم تقتلي تموتي ) .
وقال ابو سعيد الزاهد من عمل بالعافية فيمن دونه أعطى العافية ممن فوقه .
وقال عيسى بن مريم صلوات الله تعالى على نبينا وعليه في المال ثلاث خصال قالوا وما هي يا روح الله قال يكسبه من غير حله قالوا فان كسبه من حله قال يمنعه من حقه قالوا فان وضعه في حقه قال يشغله اصلاحه عن عبادة ربه .
قيل لرجل مريض كيف تجدك قال أجدني لم أرض حياتي لموتي .
قال سعيد بن بشير عن ابيه ان عبد الملك قال حين ثقل ورأى غسالا يلوي ثوبا بيده وددت أني كنت غسالا لا أعيش إلا بما اكتسب يوما فيوما فذكر ذلك لابي حازم فقال الحمد لله الذي جعلهم عند الموت يتمنون مانحن فيه ولا نتمنى عند الموت ما هم فيه