على نية الآخرة ما شاء من الدنيا ولا يعطي على نية الدنياء الا الدنيا .
قال عوانة قال الحسن قدم علينا بشر بن مروان أخو الخليفة وأمير المصرين وأشب الناس فأقام عندنا أربعين يوما ثم طعن في قدمه فمات فأخرجناه الى قبره فلما صرنا به الى الجبانة فاذا نحن بأربعة سودان يحملون صاحبا لهم الى قبره فوضعنا السرير فصلينا عليه ووضعوا صاحبهم فصلوا عليه ثم حملنا بشرا الى قبره ودفنا بشرا ودفنوا صاحبهم ثم انصرفوا وانصرفنا ثم التفت التفاتة فلم أعرف قبر بشر من قبر الحبشي فلم أر شيئا قط كان أعجب منه .
وقال عبد الله بن الزبعري .
( والعطيات خساس بيننا ... وسواء قبر مثر ومقل ) .
وتقول الحكماء ثلاثة أشياء يستوى فيها الملوك والسوقة والعلية والسفلة الموت والطلق والنزع .
وقال الهيثم بن عدي عن رجاله بينا حذيفة بن اليمان وسلمان الفارسي يتذاكران أعاجيب الزمان وتغير الايام وهما في عرصة إيوان كسرى وكان أعرابي من غامد يرعى شويهات له نهارا فاذا كان الليل صيرهن الى داخل العرصة وفي العرصة سرير رخام كان كسرى ربما جلس عليه فصعدت غنيمات الغامدي على سرير كسرى فقال سليمان ومن أعجب ما تذاكرنا صعود غنيمات الغامدي على سرير كسرى .
قال لما انصرف علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه من صفين مر بمقابر فقال السلام عليكم أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أنتم لناسلف فارط ونحن لكم تبع وبكم عما قليل لاحقون اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم الحمد لله الذي جعل الارض كفاتا أحياء وأمواتا والحمد لله الذي منها خلقكم وعليها يحشركم ومنها يبعثكم طوبى لمن ذكر المعاد وأعد للحساب وقنع بالكفاف .
وقال عمر رضي الله تعالى عنه استغزروا العيون بالتذكر .
وقال الشاعر