وقال رجل من بني تميم بن نمير .
( وصلنا الرقاق المرهفات بخطونا ... علىالهول حتى أمكنتنا المضارب ) .
وقال حميد بن ثور الهلالي .
( ووصل الخطا بالسيف والسيف بالخطا ... اذا ظن ان السيف ذو السيف قاصر ) .
وقال اخر .
( الطاعنون في النحور والكلى ... شزرا ووصال السيوف بالخطا ) .
وأما ما ذكروا من أتخاذ الزج لسافلة الرمح والسنان لعاليته فقد ذكروا ان رجلا قتل أخوين في نقاب تقول العرب لقيته سقابا ونقابا اي مواجهة أحدهما بعالية الرمح والآخر بسافلته وقدم في ذلك راكب من قبل بني مروان على قتادة يستثبت الخبر فأثبته له من قبله وقال الآخر .
( ان لقيس عادة تعتادها ... سل السيوف وخطأ تزدادها ) .
وقد وصفوا السيوف أيضا بالطول فقال عمارة بن عقيل .
( بكل طويل السيف ذي خيزرانه ... جريء على الاعداء معتمد الشطب ) .
وأما وجملة القول انا لا نعرف الخطب الا للعرب والفرس .
وأما الهند فانما لهم معان مدونة وكتب مجلدة لا تضاف الى رجل معروف ولا الىعالم موصوف وأنما هي كتب متوارثة وآداب على وجه الدهر سائرة مذكورة .
ولليونانيين فلسفة وصناعة منطق وكان صاحب المنطق نفسه بكىء اللسان غير موصوف بالبيان مع علمه بتمييز الكلام وتفصيله ومعانيه وبخصائصه وهم يزعمون ان جالينوس كان أنطق الناس ولم يذكروه بالخطابة ولا بهذا الجنس من البلاغة .
وفي الفرس خطباء الا ان كل كلام للفرس وكل معنى للعجم فانما هو عن طول فكرة وعن اجتهاد وخلوة وعن مشاورة ومعاونة وعن طول التفكر ودراسة الكتب وحكاية الثاني علم الاول وزيادة الثالث في علم الثاني حتى اجتمعت ثمار تلك الفكر عند آخرهم .
وكل شيء للعرب فانما هو بديهة وارتجال وكأنه إلهام وليست هناك معاناة ولا مكابدة ولا إجالة فكرة ولا استعانة وانما هو ان يصرف وهمه