واستعمال الجرامقة للعين قال الاصمعي ليس للروم ضاد ولا للفرس ثاء ولا للسريان دال .
ومن ألفاظ العرب ألفاظ تنافر وإن كانت مجموعة في بيت شعر لم يستطع المنشد إنشادها الا ببعض استكراه فمن ذلك قول الشاعر .
( وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر ) .
ولما رأى من لا علم له أن أحدا لا يستطيع ان ينشد هذين البيتين ثلاث مرات في نسق واحد فلا يتتعتع ولا يتلجلج وقيل لهم ان ذلك انما اعتراه اذ كان من أشعار الجن صدقوا بذلك .
ومن ذلك قول ابن بشير في أحمد بن يوسف حين أستبطأه .
( هل معين على البكا والعويل ... أم معز على المصاب الجليل ) .
( ميت مات وهو في ورق العيش ... مقيم به وظل ظليل ) .
( في عداد الموتى وفي غامر الدنيا ... أبو جعفر أخي وخليلي ) .
( لم يمت ميتة الوفاة ولكن ... مات من كل صالح وجميل ) .
( لا أذيل الآمال بعدك إني ... بعدها الآمال حق بخيل ) .
( كم لها موقفا بباب صديق ... رجعت من نداه بالتعطيل ) .
ثم قال .
( لم يضرها والحمد لله شيء ... وانثنت نحو عرف نفس زهول ) .
فتفقد النصف الاخير من هذا البيت فانك ستجد بعض ألفاظه يتبرأ من بعض وأنشدني أبو العاصي قال أنشدني خلف الاحمر في هذا المعنى .
( وبعض قريض القوم أولاد علة ... يكد لسان الناطق المتحفظ ) .
وقال ابو العاصي أنشدني في ذلك ابو البيداء الرياحي .
( وشعر كبعر الكبش فرق بينه ... لسان دعي في القريض دخيل ) .
أما قول خلف وبعض قريض القوم أولاد علة فانه يقول اذ كان الشعر مستكرها وكانت الفاظ البيت من الشعر لا يقع بعضها مماثلا لبعض كان بينها من التنافر ما بين أولاد العلات واذا كانت الكلمة ليس موقعها الى جنب أختها مرضيا موافقا كان اللسان عند إنشاء ذلك الشعر مؤونة واجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء سهل المخارج فيعلم بذلك أنه أفرغ إفراغا جيدا وسبك