أقطارها ثم رمى به فيها لخرج من أي أعراضها شاء ولكنا نقول المثل الاحنف يقال إلا انه اذا تكلم جلى عن نفسه .
ثم رجع بنا القول الى الكلام الاول فيما يعتري اللسان من ضروب الآفات .
قال ابن الاعرابي طلق أبو رمادة امرأته حين وجدها لثغاء وخاف ان تجيئه بولد ألثغ فقال .
( لثغاء تأتي بحيفس ألثغ ... تميس في الموشي والمصبغ ) .
وأنشد ابن الاعرابي كلمة جامعة لكثير من هذه المعاني وهو قول الشاعر .
( أسكت ولا تنطق فأنت حبحاب ... كلك ذو عيب وأنت عياب ) .
( إن صدق القوم فأنت كذاب ... أو نطق القوم فأنت هياب ) .
( أو سكت القوم فأنت قبقاب ... أو أقدموا يوما فأنت وجاب ) .
وأنشدني .
( ولست يزميجة في الفراش ... وجابة يحتمي أن يجيبا ) .
( ولا ذي قلازم عند الحياض ... اذا ما الشريب اراب الشريبا ) .
وأنشدني .
( رب غريب ناصح الجيب ... وابن أب متهم الغيب ) .
( ورب عياب له منظر ... مشتمل الثوب على العيب ) .
وأنشد .
( وأجرا من رأيت بظهر غيب ... على عيب الرجال ذوو العيوب ) .
وقال سهل بن هرون لو عرف الزنجي فرط حاجته الى ثناياه في اقامة الحروف وتكميل جميل البيان لما نزع ثناياه .
وقال عمر بن الخطاب Bه في سهيل بن عمرو الخطيب يا رسول الله إنزع ثنيتيه السفليين حتى يدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا أبدا وانما قال ذلك لأن سهيلا كان أعلم من شفته السفلى .
وقال خلاد بن يزيد الارقط خطب الجمحي خطبة نكاح أصاب فيها معانى الكلام وكان في كلامه صفير يخرج من موضع ثناياه المنزوعة فأجابه زيد بن على بن الحسين بكلام في جودة كلامه الا انه فضله بحسن المخرج والسلامة من الصفير فذكر عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر سلامة لفظ زيد بسلامة