ومن خطباء الامصار وشعرائهم والمولدين منهم بشار الأعمى وهو بشار ابن برد وكنيته ابو معاذ كان من احد موالي بني عقيل فان كان مولى أم ظباء على ما يقول بنو سدوس وما ذكره حماد عجرد فهو من موالي بني سدوس ويقال انه من أهل خراسان نازلا في بني عقيل وله مديح كثير في فرسان أهل خراسان ورجالاتهم وهو الذي يقول .
( من خراسان وبيتي في الذرى ... ولدى المسعاة فرعي قد سبق ) .
ويقول .
( وإني لمن قوم خراسان دارهم ... كرام وفرعي فيهم ناضر بسق ) .
وكان شاعرا راجزا سجاعا خطيبا صاحب منثور ومزدوج وله رسائل معروفة وأنشد عقبة بن رؤبة عقبة بن سلم رجزا يمتدحه فيه وبشار حاضر فأظهر بشار استحسان الارجوزة فقال عقبة بن رؤبة هذا طراز يا أبا معاذ لا تحسنه فقال بشارألمثلي يقال هذا الكلام أنا والله أرجز منك ومن أبيك ومن جدك ثم غدا على عقبة بن سلم بأرجوزته التي أولها .
( يا طلل الحي بذات الصمد ... بالله خبر كيف كنت بعدي ) .
وهي التي يقول فيها .
( إسلم وحييت أبا الملد ... لله أيامك في معد ) .
وفيها يقول .
( الحر يلحى والعصا للعبد ... وليس للملحف مثل الرد ) .
ويقول فيها .
( وصاحب كالدمل الممد ... حملته في رقعة من جلدي ) .
( وما وراء رغبتي من زهدي ... ) .
أي لم أره زهدا فيه ولا رغبة ذهب الى قول الشاعر .
( لقد كنت في قوم عليك أشحة ... بنفسك لولا أن من طاح طائح ) .
( يودون لو خاطوا عليك جلودهم ... ولا تدفع الموت النفوس الشحائح ) .
والمطبوعات على الشعر من المولدين بشار العقيلي والسيد الحميري وأبو العتاهية وابن ابي عيينة وقد ذكر الناس في هذا الباب يحيى بن نوفل وسلما الخاسر وخلف بن خليفة وأبان بن عبد الحميد اللاحقي أولى بالطبع من هؤلاء وبشار أطبعهم كلهم