بليغا مفوها بينا وربما كان خطيبا فقط وشاعرا فقط وبين اللسان فقط .
ومن الشعراء الخطباء الأبيناء الحكماء قس ين ساعدة الأيادي والخطباء كثير والشعراء اكثر منهم ومن يجمع الخطابة والشعر قليل .
ومنهم عمرو بن الاهتم المنقري وهو المكحل قالوا كأن شعره في مجالس الملوك حلل منشرة قيل لعمر بن الخطاب Bه قيل للاوسية اي منظر احسن قالت قصور بيض في حدائق خضر فأنشد عند ذلك عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه بيت عدي بن زيد العبادي .
( كدمى العاج في المحاريب أو كالبيض في الروض زهره مستنير ) .
قال فقال قسامة بن زهير كلام عمرو بن الاهتم انق وشعره احسن هذا وقسامة أحد أبيناء العرب .
ومن الخطباء الشعراء البعيث المجاشعي واسمه خداش بن بشر بن لبيد .
ومن الخطباء الشعراء الكميت بن زيد الاسدي وكنيته ابو المستهل .
ومن الخطباء الشعراء الطرماح بن حكيم الطائي وكنيته ابو نفر .
قال القاسم بن معن قال محمد بن سهل راوية الكميت أنشدت الكميت قول الطرماح .
( اذا قبضت نفس الطرماح أخلقت ... عرى المجد واسترخى عنان القصائد ) .
فقال الكميت إي والله وعنان الخطابة والرواية .
قال ابو عثمان الجاحظ ولم ير الناس اعجب حالا من الكميت والطرماح وكان الكميت عدنانيا عصبيا وكان الطرماح قحطانيا عصبيا وكان الكميت شيعيا من الغالية وكان الطرماح خارجيا من الصفرية وكان الكميت يتعصب لأهل الكوفة وكان الطرماح لأهل الشام وبينهما مع ذلك من الخاصة والمخالطة ما لم يكن بين نفسين قط ثم لم يجر بينهما صرم ولا جفوة ولا إعراض ولا شيء مما تدعو هذه الخصال اليه ولم ير الناس مثلهما إلا ما ذكروا من حال عبد الله بن زيد الاباضي وهشام بن الحكم الرافضي فانهما صارا الى المشاركة بعد الخلطة والمصاحبة وقد كانت الحال بين خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة الحال التي تدعو الى المفارقة بعد المناقشة والمحاسدة للذي اجتمع فيهما من اتفاق الصناعة والقرابة والمجاورة فكان يقال لولا أنهما أحلم تميم لتباينا تباين