( ومن الكبائر مقول متتعتع ... جم التنحنح متعب ميهور ) .
وذلك أنه شهد ريسان أبا بجير بن ريسان يخطب وقد شهدت انا هذه الخطبة ولم أر جبانا قط أجرأ منه ولا جريئا قط أجبن منه .
وقال الاشل الازرقي - من بعض اخوال عمران بن حطان الصفري القعدي - في زيد بن جندب الايادي خطيب الازارقة واجتمعا في بعض المحافل فقال بعد ذلك الاشل البكري .
( نحنح زيد وسعل ... لما رأى وقع الأسل ) .
( ويل امه اذا ارتجل ... ثم أطال واحتفل ) .
وقد ذكر الشاعر زيد بن جندب الايادي الخطيب الازرقي في مرثيته لابي داود بن جرير الايادي حيث ذكره بالخطابة وضرب المثل بخطباء إياد فقال .
( كقس أياد أو لقيط بن معبد ... وعذرة والمنطيق زيد بن جندب ) .
وزيد بن جندب هو الذي يقول في الاختلاف الذي وقع بين الازارقة .
( قل للمحلين قدقرت عيونكم ... بفرقة القوم والبغضاء والهرب ) .
( كنا اناسا على دين ففرقنا ... فرع الكلام وخلط الجد باللعب ) .
( ما كان أغنى رجالا ضل سعيهم ... عن الجدال وأغناهم عن الخطب ) .
( إني لأهونكم في الارض مضطربا ... مالي سوى فرسي والرمح من نشب ) .
وأما عذرة المذكور في البيت الاول فهو عذرة بن حجرة الخطيب الايادي ويدل على قدرة فيهم وعلى قدرة في اللسن والخطب قول شاعرهم .
( وأي فتى صبر على الأين والظما ... اذا اعتصروا بلوح ماء فظاظها ) .
( إذا ضرجوها ساعة بدمائها ... وحل عن الكوماء عقد شظاظها ) .
( فانك ضحاك الىكل صاحب ... وأنطق من قس غداة عكاظها ) .
( إذا شعب المولى مشاعب معشر ... فعذرة فيها اخذ بكظاظها ) .
فلم يضرب هذا الشاعر الايادي المثل لهذا الخطيب الايادي الا برجل من خطباء إياد وهو قس بن ساعدة ولم يضرب صاحب مرثية أبي داود بن جرير الايادي المثل الا بخطباء اياد فقط ولم يفتقر الى غيرهم حيث قال في عذرة بن حجرة .
( كقس إياد او لقيط بن معبد ... وعذرة والمنطيق زيد بن جندب )