حفظ عني أم ضيع .
وقال ابو عقيل بن درست نشاط القائل على قدر فهم المستمع .
وقال ابو عباد كاتب ابن ابي خالد للقائل على المستمع ثلاث جمع البال والكتمان وبسط العذر وقال ابو عباد اذا أنكر القائل عيني المستمع فليستفهمه عن منتهى حديثه وعن السبب الذي أجرى ذلك القول له فان وجده قد اخلص له الاستماع أتم له الحديث وان كان لاهيا عنه حرمه حسن الحديث ونفع المؤانسة وعرفه بسوء الاستماع والتقصير في حق المحدث .
وأبو عباد هذا هو الذي قال ما جلس بين يدي رجل قط إلا تمثل لي أني سأجلس بين يديه .
وذكر رجل من القرشيين عبد الملك بن مروان - وعبد الملك يومئذ غلام - فقال انه لاخذ بأربع وتارك لأربع اخذ بأحسن الحديث اذا حدث وبأحسن الاستماع اذا حدث وبأيسر المؤنة اذا خولف وبأحسن البشر اذا لقى وتارك لمحادثة اللئيم ومنازعة اللجوج وممارات السفيه ومصاحبة المأفون .
وذم بعض الحكماء رجلا فقال يجزم قبل ان يعلم ويغضب قبل ان يفهم وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في بعض رسائله الى قضاته الفهم الفهم ما يختلج في صدرك .
ولا يمكن تمام الفهم إلا مع تمام فراغ البال .
وقال مجنون بني عامر .
( أتاني هواها قبل ان أعرف الهوى ... فصادف قلبي فارغا فتمكنا ) .
وكتب مالك بن اسماء بن خارجة الى اخيه عيينة بن اسماء .
( أعيين هلا إذ شغفت بها ... كنت استعنت بفارغ العقل ) .
( أقبلت ترجو الغوث من قبلي ... والمستغاث اليه في شغل ) .
وقال صالح المري سوء الاستماع نفاق وقد لا يفهم المستمع إلا بالتفهم وقد يتفهم أيضا من لا يفهم .
وقال الحارث بن حلزة .
( لست فيها ا لركب أحدس في ... كل الامور وكنت ذا حدس )