وأوجدها في ذي الشرف وكبار الناس وبلغائهم وأشرافهم وعلمائهم وكانت لثغة محمد بن شبيب المتكلم بالغين فاذا حمل على نفسه وقوم لسانه اخرج الراء على الصحة فتأتى له ذلك وكان يدع ذلك استثقالا أنا سمعت ذلك منه قال وكان الواقدي يروي عن بعض رجاله ان لسان موسى عليه السلام كانت عليه شامة فيها شعرات وليس يدل القران على شيء مما قالوا لانه ليس في قوله ( واحلل عقدة من لساني ) دليل على شيء دون شيء .
قال الاصمعي اذا تتعتع اللسان في التاء فهو تمتام واذا تتعتع في الفاء فهو فأفاء وانشد لرؤبة بن العاج .
( ياحمد ذاك المنطق التمتام ... كأن وسواسك في اللمام ) .
( حديث شيطان بني همام ... ) .
وبعضهم ينشد يا حمد ذات المنطق النمنام وليس ذاك بشيء وانما ذلك كما قاله ابو الزحف .
( لست بفأفاء ولا تمتام ... ولا كثير الهجر في المنام ) .
وانشد أيضا للخولاني في كلمة له .
( إن السياط تركن لاستك منطقا ... كمقالة التمتام ليس بمعرب ) .
فجعل الخولاني التمتام غير معرب عن معناه ولا مفصح بحاجته .
وقال أبو عبيدة اذا أدخل الرجل بعض كلامه في بعض فهو ألف وقيل بلسانه لفف وأنشدني لابي الزحف الراجز .
( كأن فيه لففا اذا نطق ... من طول تحبيس وهم وأرق ) .
كأنه لما جلس وحده ولم يكن له من يسلمه وطال عليه ذلك أصابه لفف في لسانه وكان يزيد بن جابر قاضي الازارقة بعد المقعطل يقال له الصموت لانه لما طال صمته ثقل عليه الكلام فكان لسانه يلتوي ولا يكاد يبين وأخبرني محمد بن الجهم أن مثل هذا اعتراه أيام محاربة الزط من طول التفكر ولزوم الصمت قال وأنشدني الاصمعي .
( حديث بني زط اذا ما لقيتهم ... كنزو الدبى في العرفج المتقارب ) .
قال ذلك حين كان في كلامهم عجلة وقال سلمة بن عياش .
( كأن بني رالان اذا جاء جمعهم ... فراريج يلقى بينهن سويق )