قال عمر لأبي مريم الحنفي السلولي قاتل زيد بن الخطاب لا يحبك قلبي ابدا حتى تحب الارض الدم المسفوح .
وهذا مثل قول الحجاج والله لأقلعنك قلع الصمغة لان الصمغة اليابسة اذا فرقت عن الشجرة انقلعت انقلاع الجلبة والارض لا تنشف الدم المسفوح ولا تمصه فمتى جف الدم وتجلب لم تره اخذ من الارض شيئا .
ومن الخطباء الغضبان بن القبعثرى وكان محبوسا في سجن الحجاج فدعا به يوما فلما رآه قال انك لسمين قال القيد والرتعة ومن يكن ضيفا للأمير يسمن .
وقال يزيد بن عياض لما نقم الناس على عثمان خرج يتوكأ علىمروان وهو يقول لكل أمة افة ولكل نعمة عاهة وان آفة هذه الامة عيابون طعانون يظهرون لكم ماتحبون ويسرون ما تكرهون طغام مثل النعام يتبعون اول ناعق لقد نقموا على ما نقموه على عمر ولكن قمعهم ووقمهم والله اني لأقرب ناصر او أعز نفرا فضل فضل من مالي فمالي لا أفعل في الفضل ما شاء .
ورأيت الناس يتداولون رسالة يحيى بن يعمر على لسان يزيد بن المهلب إنا لقينا العدو فقتلنا طائفة وأسرنا طائفة ولحقت طائفة بعرائر الآودية وأهضام الغيطان وبتنا بعرعرة الجبل وبات العدو بحضيضه فقال الحجاج ما يزيد بأبي عذرة هذا الكلام فقيل له ان معه يحيى بن يعمر فحمل اليه فلما أتاه قال أين ولدت قا ل بالاهواز قال فأنى لك هذه الفصاحة قال أخذتها عن أبي .
ورأيتهم يديرون في كتبهم ان امرأة خاصمت زوجها الى يحيى بن يعمر فانتهرها مرارا فقال له يحيى ان سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها وتضهلها .
فان كانوا إنما رووا هذا الكلام لانه يدل على فصاحة فقد باعده الله من صفة البلاغة والفصاحة وان كانوا انما دونوه في الكتب وتذاكرواه في المجالس لانه غريب فأبيات من شعر العجاج او شعر الطرماح او اشعار هذيل تأتي لهم مع حسن الوصف على اكثر مما ذكروا ولو خاطب بقوله ان سألتك ثمن