قول أبي الطيب .
( كريم الجرشي شريف النسب ... ) .
أي كريم النفس وفيه نظر .
ثم علامة كون الكلمة فصيحة أن يكون استعمال العرب الموثوق بعربيتهم لها كثيرا أو أكثر من استعمالهم ما بمعناها .
فصاحة الكلام .
وأما فصاحة الكلام فهي خلوصه من ضعف التأليف وتنافر الكلمات والتعقيد مع فصاحتها فالضعف كما في قولنا ضرب غلامه زيدا فإن رجوع الضمير إلى المفعول المتأخر لفظا ممتنع عند الجمهور لئلا يلزم رجوعه إلى ما هو متأخر لفظا ورتبة .
وقيل يجوز لقول الشاعر .
( جزى ربه عني عدي بن حاتم ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل ) .
وأجيب عنه بأن الضمير لمصدر جزى أي رب الجزاء كما في قوله تعالى ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) أي العدل .
والتنافر منه ما تكون الكلمات بسببه متناهية في الثقل على اللسان وعسر النطق بها متتابعة كما في البيت الذي أنشده الجاحظ .
( وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر ) .
ومنه ما دون ذلك كما في قول أبي تمام .
( كريم متى أمدحه والورى ... معي وإذا ما لمته لمته وحدي ) فإن في قوله أمدحه ثقلا ما لما بين الحاء والهاء من تنافر .
والتعقد أن لا يكون الكلام ظاهر الدلالة على المراد به وله