والحل والتلميح أما الاقتباس فهو أن يضمن الكلام شيئا من القرآن أو الحديث لا على أنه منه كقول الحريري فلم يكن إلا كلمح البصر أو هو أقرب حتى أنشد فأغرب وقوله أنا أنبئكم بتأويله وأميز صحيح القول من عليله وقول ابن نباتة الخطيب فيا أيها الغفلة المطرقون أما أنتم بهذا الحديث مصدقون ما لكم لا تشفقون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون وقوله أيضا من خطبة أخرى ذكر فيها القيامة هناك يرفع الحجاب ويوضع الكتاب ويجمع من وجب له الثواب وحق عليه العقاب فيضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب .
وقول القاضي الفاضل وقد ذكر الإفرنج وغضبوا زادهم الله غضبا وأوقدوا نارا للحرب جعلهم الله لها حطبا .
وكقول الحماسي .
( إذا رمت عنها سلوة قال شافع ... من الحب ميعاد السلو المقابر ) .
( ستبقى لها في مضمر القلب والحشا ... سريرة ود يوم تبلى السرائر ) .
وقول أبي الفضل بديع الزمان الهمذاني .
( لآل فريغون في المكرمات ... يد أولا واعتذر أخيرا ) .
( إذا ما حللت بمغناهم ... رأيت نعيما وملكا كبيرا ) وقول الأبيوردي .
( وقصائد مثل الرياض أضعتها ... في باخل ضاعت به الأحساب ) .
( فإذا تناشدها الرواة وأبصروا الممدوح ... قالوا ساحر كذاب )