لأنفسها الألفاظ ولم تكتس إلا ما يليق بها فإن كان خلاف ذلك كان كما قال أبو الطيب .
( إذا لم نشاهد غير حسن شياتها ... وأعضائها فالحسن عنك مغيب ) .
وقد يقع في كلام بعض المتأخرين ما حمل صاحبه فرط شغفه بأمور ترجع إلى ما له اسم في البديع على أن ينسى أنه يتكلم ليفهم ويقول ليبين ويخيل إليه أنه إذا جمع عدة من أقسام البديع في بيت فلا ضير أن يقع ما عناه في عمياء وأن يوقع السامع طلبه في خبط عشواء هذا ما تيسر بإذن الله تعالى جمعه وتحريره من أصول الفن الثالث وبقيت أشياء يذكرها فيه بعض المصنفين منها ما يتعين إهماله لعدم دخوله في فن البلاغة نحو ما يرجع في التحسين إلى الخط دون اللفظ مع أنه لا يخلو من التكلف ككون الكلمتين متماثلتين في الخط .
وكون الحروف منقوطة أو غير منقوطة ونحو ما لا أثر له في التحسين كما يسمى الترديد أو لعدم جدواه نحو ما يوجد في كتب بعض المتأخرين مما هو داخل فيما ذكرناه كما سماه الإيضاح فإنه في الحقيقة راجع إلى الإطناب أو خلط فيه كما سماه حسن البيان ومنها ما لا بأس بذكره لاشتماله على فائدة وهو شيئان أحدهما القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها والثاني القول في الابتداء والتخلص والانتهاء فعقدنا فيهما فصلين ختمنا بهما الكتاب