ومنها مخاطبة الإنسان نفسه كقول الأعشى .
( ودع هريرة إن الركب مرتحل ... وهل تطيق وداعا أيها الرجل ) وقول أبي الطيب .
( لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النطق إن لم يسعد الحال ) .
ومنه المبالغة المقبولة والمبالغة أن يدعي لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حدا مستحيلا أو مستبعدا لئلا يظن أنه غير متناه في الشدة أو الضعف وتنحصر في التبليغ والإغراق والغلو لأن المدعي للوصف من الشدة أو الضعف إما أن يكون ممكنا في نفسه أو لا الثاني الغلو والأول إما أن يكون ممكنا في العادة أيضا أو لا الأول التبليغ والثاني الإغراق أما التبليغ فكقول امرىء القيس .
( فعادى عداء بين ثور ونعجة ... دراكا فلم ينضح بماء فيغسل ) .
وصف هذا الفرس بأنه أدرك ثورا وبقرة وحشيين في مضمار واحد ولم يعرق وذلك غير ممتنع عقلا ولا عادة ومثله قول أبي الطيب .
( وأصرع أي الوحش قفيته به ... وأنزل عنه مثله حين أركب ) .
وأما الإغراق فكقول الآخر .
( ونكرم جارنا ما دام فينا ... ونتبعه الكرامة حيث مالا ) .
فإنه ادعى أن جاره لا يميل عنه إلى جهة إلا وهو يتبعه الكرامة