يتحقق فقال لم يعفها القدم ثم ثاب إليه عقله فتدارك كلامه فقال بلى وغيرها الأرواح والديم وعلى هذا بيت الحماسة .
( أليس قليلا نظرة إن نظرتها ... إليك وكلا ليس منك قليل ) ونحوه .
( فأف لهذا الدهر لا بل لأهله ... ) .
التورية .
ومنه التورية وتسمى الإيهام أيضا وهي أن يطلق لفظ له معنيان قريب وبعيد ويراد به البعيد منهما وهي ضربان مجردة ومرشحة أما المجردة فهي التي لا تجامع شيئا مما يلائم المورى به أعني المعنى القريب كقوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وأما المرشحة فهي التي قرن بها ما يلائم المورى به إما قبلها كقوله تعالى ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) قيل ومنه قول الحماسي .
( فلما نأت العشيرة كلها ... أنخنا فحالفنا السيوف على الدهر ) .
( فما أسلمتنا عند يوم كريهة ... ولا نحن أغضينا الجفون على وتر ) .
فإن الإغضاء مما يلائم جفن العين لا جفن السيف وإن كان المراد به إغماد السيوف لأن السيف إذا أغمد انطبق الجفن عليه وإذا جرد انفتح للخلاء الذي بين الدفتين وإما بعدها كلفظ الغزالة في قول القاضي الإمام أبي الفضل عياض في صيفية باردة