شيئا يكون خبيرا به وقوله تعالى ( له ما في السموات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد ) قال الغني الحميد لينبه على أن ماله ليس لحاجة بل هو غني عنه جواد به فإذا جاد به حمده المنعم عليه ومن خفي هذا الضرب قوله تعالى ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) فإن قوله ( وإن تغفر لهم ) يوهم أن الفاضلة الغفور الرحيم ولكن إذا أنعم النظر علم أنه يجب أن تكون ما عليه التلاوة لأنه لا يغفر لمن يستحق العذاب إلا من ليس فوقه أحد يرد عليه حكمه فهو العزيز لأن العزيز في صفات الله هو الغالب من قولهم عزه يعزه عزا إذا غلبه ومنه المثل من عزيز أي من غلب سلب ووجب أن يوصف بالحكيم أيضا لأن الحكيم من يضع الشيء في محله والله تعالى كذلك إلا أنه قد يخفي وجه الحكمة في بعض أفعاله فيتوهم الضعفاء أنه خارج عن الحكمة فكان في الوصف بالحكيم احتراس حسن أي وإن تغفر لهم مع استحقاقهم العذاب فلا معترض عليك لأحد في ذلك والحكمة فيما فعلته ومما يلحق بالتناسب نحو قوله تعالى ( الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان ) ويسمى إيهام التناسب وأما ما يسميه بعض الناس التفويف هو أن يؤتى في الكلام بمعان متلائمة في جمل مستوية المقادير أو متقاربتها كقول من يصف سحابا