فكقولك رأيت شمسا وأنت تريد إنسانا شبيها بالشمس في حسن الطلعة ونباهة الشأن وأهمل السكاكي هذا القسم .
وأما استعارة معقول لمعقول فكقوله تعالى ( من بعثنا من مرقدنا ) فإن المستعار منه الرقاد والمستعار له الموت والجامع لهما عدم ظهور الأفعال والجميع عقلي وأما استعارة محسوس لمعقول فكقوله تعالى ( فاصدع بما تؤمر ) فإن المستعار منه صدع الزجاجة وهو كسرها وهو حسي والمستعار له تبليغ الرسالة والجامع لهما التأثير وهما عقليان كأنه قيل ابن الأمر إبانة لا تنمحي كما لا يلتئم صدع الزجاجة وكقوله تعالى ( ضربت عليهم الذلة ) جعلت الذلة محيطة بها مشتملة عليهم فهم فيها كما يكون في القبة من ضربت عليه أو ملصقة بهم حتى لزمتهم ضربة لازب كما يضرب الطين على الحائط فيلزمه فالمستعار منه إما ضرب القبة على الشخص وإما ضرب الطين على الحائط وكلاهما حسي والمستعار له حالهم مع الذلة والجامع والإحاطة أو اللزوم وهما عقليان وأما استعارة معقول لمحسوس فكقوله تعالى ( إنا لما طغى الماء ) فإن المستعار له كثرة الماء وهو حسي والمستعار منه التكبر والجامع الاستعلاء المفرط وهما عقليان .
وأما باعتبار اللفظ فقسمان لأن إن كان اسم جنس فأصلية كأسد