فهو على خلاف هذا لأن أحد الشيئين فيه في الطرفين معطوف على الآخر أما في طرف المشبه به فبين وأما في طرف المشبه فلأن الجمع في المتفق كالعطف في المختلف فاجتماع شيئين أو أشياء في لفظ تثنية أو جمع لا يوجب أن أحدهما أو أحدها في حكم التابع للآخر كما يكون ذلك إذا جرى الثاني صفة للأول أو حالا منه أو ما أشبه ذلك وقد صرح بالعطف فيما أجراه بيانا له من قوله رطبا ويابسا وهذا القسم ضربان أحدهما ما لا يصح تشبيه كل جزء من أحد طرفيه بما يقابله من الطرف الآخر كقوله .
( غدا والصبح تحت الليل باد ... كطرف أشهب ملقى الجلال ) .
فإن الجلال فيه في مقابلة الليل ولو شبهه به لم يكن شيئا وكقول الآخر .
( كأنما المريخ والمشتري ... قدامه في شامخ الرفعة ) .
( منصرف بالليل عن دعوة ... قد أسرجت قدامه شمعه ) .
فإن المريخ في مقابلة المنصرف عن الدعوة ولو قيل كأن المريخ منصرف بالليل عن دعوة كان خلفا من القول والثاني ما يصح تشبيه كل جزء من أجزاء أحد طرفيه بما يقابله من أجزاء الطرف الآخر غير أن الحال تتغير ومثاله قوله .
( وكأن أجرام النجوم لوامعا ... درر نثرن على بساط أزرق ) .
فإنه لو قيل كأن النجوم درر وكأن السماء بساط أزرق كان تشبيها صحيحا لكن أين يقع من التشبيه الذي يريك الهيئة التي تملأ