( ولقد أمر على اللئيم يسبني ... فمضيت ثمت قلت لا يعنيني ) .
ويبين ذلك أن الفاء قد تجيء مكان الواو في مثله كما في خبر عبد الله بن عتيق فإنه ذكر دخوله على أبي رافع اليهودي حصنه ثم قال فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم لا أدري أين هو من البيت قلت أبا رافع قال من هذا فأهويت نحو الصوت فأضربه بالسيف وأنا دهش فإن قوله فأضربه مضاره عطفه بالفاء على ماض لأنه في المعنى ماض وإن كان الفعل مضارعا منفيا فيجوز فيه الأمران من غير ترجيح لدلالته على المقارنة لكونه مضارعا وعدم دلالته على الحصول لكونه منفيا إما مجيئه بالواو فكقراءة ابن ذكوان فاستقيما ولا تتبعان بتخفيف النون وقول بعض العرب كنت ولا أخشى بالذيب وقول مسكين الدارمي .
( أكسبته الورق البيض أبا ... ولقد كان ولا يدعي لأب ) .
وقول مالك بن رفيع وكان قد جنى جناية فطلبه مصعب بن الزبير .
( بغاني مصعب وبنو أبيه ... فأين أحيد عنهم لا أحيد ) .
( أقادوا من دمي وتوعدوني ... وكنت وما ينهنهني الوعيد ) .
وأما مجيئه بغير واو فكقوله تعالى ( وما لنا لا نؤمن بالله ) وقول عكرمة العبسي .
( مضوا لا يريدون الرواح وغالهم ... من الدهر أسباب جرين على قدر )