خطبكم ) أي أي أجناس الخطوب خطبكم وفيه ما تعبدون من بعدي أي أي من في الوجود تؤثرونه للعبادة أو عن الوصف تقول ما زيد وما عمرو وجوابه الكريم أو الفاضل ونحوهما وسؤال فرعون وما رب العالمين إما عن الجنس لاعتقاده لجهله بالله تعالى أن لا موجود مستقلا بنفسه سوى الأجسام كأنه قال أي أجناس الأجسام وهو وعلى هذا جواب موسى عليه السلام بالوصف للتنبيه على النظر المؤدي إلى معرفته لكن لما لم يطابق السؤال عند فرعون عجب الجهلة الذين حوله من قول موسى بقوله لهم ( ألا تستمعون ) ثم لما وجده مصرا على الجواب بالوصف إذ قال في المرة الثانية ( ربكم ورب آبائكم الأولين ) استهزأ به وجننه بقوله ( إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ) وحين رآهم موسى عليه السلام لم يفطنوا لذلك في المرتين غلظ عليهم في الثالثة بقوله ( إن كنتم تعقلون ) وإما عن الوصف طمعا في أن يسلك موسى عليه السلام في الجواب معه مسلك الحاضرين لو كانوا هم المسؤولين مكانه لشهرته بينهم برب العالمين إلى درجة دعت السحرة إذ عرفوا الحق أن أعقبوا قولهم ( آمنا برب العالمين ) بقولهم ( رب موسى وهارون ) نفيا لاتهامهم أن عتوه وجهله بحال موسى إذا لم يكن