فالله تعالى عرف نفسه أهل منته بالمنة وخوفهم من عظمته ورجاهم من كرمه وأخشاهم من ربوبيته فنالوا هذه الأشياء من المعرفة المشحونة بهذه الأشياء .
وأما الحب فإنهم نالوا حبهم له من حبه لهم .
الفرح بتوبة العبد .
كان بدء أمرهم من حبه لهم والفرح بهم ألا ترى إلى قول رسول الله ( لله أفرح بتوبة العبد من فرح رجل أضل راحلته في مفازة مهلكة عليها زاده وحمولته فهو يضرب يمينا وشمالا في طلبها حتى أيس منها وأشرف على الهلكة فقال في نفسه أرجع إلى حيث افتقدته فأموت هناك فرجع فوجد بعيره عليه زاده وحمولته فجعل يهلك من الفرح فيقول لله تعالى أنت ربي وأنا عبدك ثلاثا ) قالوا يا رسول الله هل بهذا فرحا فقال رسول الله ( والذي نفسي بيده لله أفرح بتوبة العبد من هذا ببعيره ) .
فبدء شأن المؤمن فرح الله به وحبه له من ها هنا خرج وظهر