في آبار المعاصي واسمه في المستورين القرائين المعدلين عند الخلق في الظاهر فهذا العسكر المحيط بقلبه له عند الله قدر يستجلب منه الرحمة لصاحبه حتى لا ينقطع حبله فعامل عسكره التعبد وعامل عسكره التزهد وعامل عسكره التورع فقد صاروا أصنافا من هذا الصنف الواحد وكلهم يرجعون إلى تحري الصدق وهم في غطاء وغفلة عظيمة عن الله تعالى فقد حرموا حلاوة التوحيد ولذاذة المعرفة ونزاهة علم المعرفة إنما يذوقون حلاوة أعمالهم من التعبد والتزهد والتورع فإذا وجدوا تلك الحلاوة حسبوا أن هذه الحلاوة والعبادة والزهد والورع إنما هي حلاوة أعمالهم تلتذ نفوسهم بها وتبطر وتأشر وتفرح بها وتطمئن إليها وتتكل عليها فإن لم يتداركهم الله برحمته ويحفظ ذلك عليهم ضربهم العجب وكبر النفس بالغطسة فرضت رؤوسهم رضا وصاروا كمن يضرب اللبن في الماء إذا نصبوا للسؤال يوم الموقف وقبول صدقهم بشكرهم .
ومن تراخت به نفسه عن الصدق وخدعته نفسه بأمانيها فنالت به التودع إلى راحات الدنيا ولذاتها ونزهتها فاستعملت الشهوات وتوسعت فيها أبصر العدو من مرصده ذلك منه فعظم