على غفلة عظيمة وكفران نعمة وضياع شكر وتهافت في الذنوب فعظم حياؤه واشتد خوفه واستقبلته أهوال القيامة وعسرة الحساب .
ومن انفتحت صرته وكشف له الغطاء لقي الله على بصيرة شاكرا مؤمنا موقنا باذلا نفسه قد وفى بالعهد وأتى بالإسلام وحقائقه فقرب وأدني وأومن .
فمع كل واحد صرة توحيد قد عقد عليها حياة قلبه فإن أصل الحياة في القلب والذهن مقرون بالحياة فقد عقد بحرارة حياته وحدة ذهنه على الصرة وهي المعرفة وحب الله تعالى فيها مكنون وكتاب رب العالمين فيها مكتوب وذلك قوله تعالى ( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان ) .
قال له قائل وما ذلك الكتاب .
قال إنه لما وقعت جبايته في البدو يوم المقادير على تلك القلوب قبض عليها وقال أنتم لي فصارت هذه المقالة في القبضة كتابه فاطمأنوا إليه وآمنوا به وتعلقوا به فذلك إيمانهم صار هناك مكتوبا يومئذ فلما أخرجهم من بطون الأمهات إلى الدنيا أشرق في القلوب منهم نور المعرفة من الحب والرأفة والرحمة والحياء