وجعل الطبق الأعلى الذي نحن عليه لنا بساطا وزين لنا هذا البساط بألوان الزينة من الذهب والفضة من الجبال والجواهر والبحار والنبات من القفار ذات ألوان من المطاعم والمشارب والملابس والمشام وسائر المنافع والدواب وسائر الحيوان ثم بسط على هذا البساط بساط العبودة من الذكر والقيام والركوع والسجود والصيام والصدقة والحج والجهاد وسائر أعمال البر والطاعات ثم بسط على هذين البساطين بساطا آخر وهو بساط الربوبية والتدبير ثم أقامنا معاشر ولد آدم على بساط الهباء ودعانا إلى دار ملكه ودار السلام في جواره ودار القرار ودار السكون ودار السرور وقد نشر بساط العبودة على بساط الزينة فكلما قطعنا من بساط العبودة شبرا وتخطيناه وطويناه حتى ننتهي إلى الأجل الذي أجل لنا والوقت الذي وقت لنا فدعانا اسما اسما دعوة لا يقدر أحد منا أن يمتنع من الإجابة وقد طوى من بساط العبودة ما طوى فتلقى الله تعالى به في تلك العرضة يوم الموقف بين يديه .
من أراد الله به خيرا .
فمن أراد الله به خيرا قذف في قلبه نورا أحيا قلبه به ففتح عيني فؤاده في صدره ثم أشرق فيه نور التوحيد حتى أنار قلبه وأضاء ثم أعطاه نور العقل حتى بان له أمر العبودة فقبلها عن ربه إنما يأتمر بجميع ما يأتيه عن الله وينتهي عن جميع ما نهاه