فالعلم النافع هو علم السابق وعلم الحجة الذي يخنق صاحبه في البرزخ وفي المحشر هو علم الظالم لنفسه أعاذنا الله وإياكم برحمته .
قال له قائل فهذا الملك الذي بعث الضيف ومعه نفقة وقد تفاوتت النفقات فنفقة هي دراهم ونفقة هي دنانير ونفقة هي جواهر ما هذا .
قال فالذي ذكرنا من النفقات الثلاث من الأصناف هي العلوم وهو علم واحد صارت علوما والعلم لا يدركه القلب إلا بالحياة لأن هذا كله علم الغيب ألا ترى أن النفس إذا نامت أو ماتت ذهبت حياتها وذهب علم القلب فهو ميت لا يدري وحي نائم لا يدري شيئا .
فقد بان لك من أن علم الظاهر قد غاب عنه بالنوم والموت لزوال الحياة فيهما فكذا إذا ذهبت حياة القلب بالله فقد غاب عنه علم الغيوب فإذا أعطي القلب حياة العلم بالله عرف ربه وعلمه