قال له قائل قد ذكرت أنه لا تلتقط لقطته فايش لقطته .
قال سر القدر والعلوم التي حجب الخلق عن إدراكها فذاك لقطته لا يعرف بيتها ولا وليها ولا يملكها أحد سواه وهي موضوعة في طريق التوحيد ومدرجة العقول إلى التوحيد بلوى للعباد فأهل الزيغ طالبوت لها وباحثون عنها ويفتشون لها ولن يزدادوا بذلك التفتيش إلا غما وحيرة لأنه علم لا يدرك منتهاه بمنزلة بحر عميق مظلم لا يدرك حده ولا نهايته فالسابح فيه كمن سبح في البحر فلا بد له من الغرق والهلك .
فهذه اللقطة في الصدر حرم القلب فلا تلتقط لحرمة التوحيد لأن من شرط التوحيد الا تطمع للعباد فيما توحيد الله تعالى به وتفرد .
ويحق على العاقل أن يعقل فيقول إذا قلت الله واحد أحد فرد فأي علم في الأحدية والفردية إنما العلم في الصفات صفات القدرة فإذا انتهيت إلى أحديته وفرديته فأي علم هناك تطمع في معرفته وقد انقطعت الصفات وكيف تصف علما ولا صفة له .
وقوله لا يخاف آمنها فالحق إذا وجد في القلب والنفس مأمنا فقد اعتزل الخيانة وظهر مكانه الأمن فصار صاحبه محقا فعندها