عندك فلما عجزت وأيست جئتني شئت أو أبيت وسيده جواد كريم حسن الخلق واسع الصدر وليس بكز ولا لئيم فيضحك إلى عبده بجهله وقلته وضعفه وعجزه وفقره .
فكذلك العبد أمره ربه أن يكون واقفا بين يديه مراقبا لمشيئاته فيه ساعيا في أمره يسعى العبد خائفا لمساخطه معظما لأموره شاكرا لأنعمه عارفا لمنته عالما بإحسانه لاحظا إلى فضله واثقا بما تكفل له من رزقه فذهب العبد فبرح من المقام وأعرض عن المراقبة وأقبل على نهمات نفسه حتى ضيع أمره وذهب في مساخطه كالدابة الحرون الجموح حرن على ربه في جميع أمره ونهيه فاستخف بحقه واستهان بأمره وعظم نفسه وتكبر بأحواله وكفر بنعمه وأنكر منته وجهل إحسانه وعمي عن فضله وتذبذب عقله في شأن ما تكفل له به ثم ذهب 59 يتردد في الصلاة والصوم والصدقة والحج والجهاد وأنواع أعمال البر يريد أن يأخذ نفسه من ربه وينجيها من عذابه بهذه الأشياء فأي خائب أخيب من هذا حيث يعمل مثل هذه الأشياء فلا يكون مفزعه إلى رحمته وافتقاره إلى مغفرته فهذا أحمق جاهل بربه أخاف أن يكله الله إلى عمله حتى يفضحه على رؤوس الأشهاد