المنجم قال حدثني علي بن مهدي قال حدثني العباس بن خالد البرمكي قال .
كان الزوار يسمون في قديم الدهر إلى أيام خالد بن برمك السؤال فقال خالد هذا والله اسم استثقله لطلاب الخير وأرفع قدر الكريم عن أن يسمى به أمثال هؤلاء المؤملين لأن فيهم الأشراف والأحرار وأبناء النعيم ومن لعله خير ممن يقصد وأفضل أدبا ولكنا نسميهم الزوار فقال بشار يمدحه بذلك .
( حذا خالدٌ في فعله حَذوَ بَرْمكٍ ... فَمجدٌ له مُستطرَف وأَصِيلُ ) .
( وكان ذوو الآمال يُدعَوْن قبلَه ... بلَفظٍ على الإِعدام فيه دَليلُ ) .
( يُسمَّون بالسُّؤَّال في كلّ مَوْطِنٍ ... وإِن كان فيهم نابهٌ وجَليِلُ ) .
( فسمّاهم الزّوّار سَتْراً عليهمُ ... فأستارُه في المُجْتَدين سُدُولُ ) .
قال وقال بشار هذا الشعر في مجلس خالد في الساعة التي تكلم خالد بهذا الكلام في أمر الزوار فأعطاه لكل بيت ألف درهم .
أخبرني عمي قال حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني أبو شبل عاصم بن وهب قال نهق حمار ذات يوم بقرب بشار فخطر بباله بيت فقال .
( ما قام أيرُ حمارٍ فامتلا شَبَقاً ... إلا تحرّك عرقٌ في است تَسْنِيم ) .
قال ولم يرد تسنيما بالهجاء ولكنه لما بلغ إلى قوله إلا تحرك عرق قال في است من ومر به تسنيم بن الحواري وكان صديقه فسلم عليه وضحك فقال