توفي ابن لبشار فجزع عليه فقيل له أجر قدمته وفرط افترطته وذخر أحرزته فقال ولد دفنته وثكل تعجلته وغيب وعدته فانتظرته والله لئن لم أجزع للنقص لا أفرح للزيادة .
وقال يرثيه .
( أَجَارَتَنا لا تَجْزَعِي وأنيبِي ... أتاني من الموت المُطِلِّ نَصِيبي ) .
( بُنَيِّي على رَغْمِي وسُخْطي رُزِئْتُه ... وبُدِّلَ أحجاراً وجالَ قليبِ ) .
( وكان كرَيحانِ الغصون تَخالُه ... ذَوى بعد إشراقٍ يَسُرُّ وطِيبِ ) .
( أُصِيبَ بُنَيِّي حين أورَقَ غُصنُه ... وأَلقَى عليّ الهَمَّ كُلُّ قَريبِ ) .
( عَجِبتُ لإسراع المنيّةِ نحوَه ... وما كان لو مُلِّيتُهُ بعَجِيبِ ) .
أخبرني يحيى بن علي قال ذكر عافية بن شبيب عن أبي عثمان الليثي وحدثني به الحسن بن علي عن ابن مهرويه عن أبي مسلم قالا .
رفع غلام بشار إليه في حساب نفقته جلاء مرآة عشرة دراهم فصاح به بشار وقال والله ما في الدنيا أعجب من جلاء مرآة أعمى بعشرة دراهم والله لو صدئت عين الشمس حتى يبقى العالم في ظلمة ما بلغت أجرة من يجلوها عشرة دراهم .
أخبرنا محمد ين يحيى الصولي قال حدثني المغيرة بن محمد المهلبي قال حدثنا أبو معاذ النميري قال قلت لبشار لم مدحت