أشعار العرب وأيامها ومآثرها ومحاسن أخلاقها وأنا أخبره وأنشده ثم أمر لي بجائزة وخلعة وحملان وردني إلى الكوفة فعلمت أن أمره مقبل .
الوليد بن يزيد يجيزه على قصيدته .
ثم استقدمني الوليد بن يزيد بعده فما سألني عن شيء من الجد إلا مرة واحدة ثم جعلت أنشده بعدها في ذلك النحو فلا يلتفت إليه ولا يهش إلى شيء منه حتى جرى ذكر عمار بن ذي كبار فتشوقه وسأل عنه وما ظننت أن شعر عمار شيء يراد أو يعبأ به .
ثم قال لي هل عندك شيء من شعره فقلت نعم أنا أحفظ قصيدة له وكنت لكثرة عبثي به قد حفظتها فأنشدته قصيدته التي يقول فيها .
( حَبّذا أنتِ يا سلامة ... ألفين حَبّذَا ) .
( أشتَهِي مِنْك مِنْك ... مكاناً مُجَنْبَذَا ) .
( مُفعَماً في قُبالَةٍ ... بين رُكْنين رَبَّذَا ) .
( مُدغماً ذا مناكب ... حسنَ القَدِّ مُحْتذى ) .
( رَابِياً ذا مَجَسّةٍ ... أخْنساً قد تَقَنْفَذَا ) .
( لم ترَ العينُ مِثلَه ... في منامٍ ولا كَذَا ) .
( تامِكاً كالسّنام إذْ ... بُذَّ عنه مُقَذَّذا ) .
( مِلء كَفّيْ ضَجِيعِها ... نال منها تَفَخُّذَا ) .
( لو تأَمّلتَه دُهِشْتَ ... وعايَنْتَ جِهْبِذَا ) .
( طيّب العَرف والمَجسَّة ... واللّمسِ هِرْبِذَا )