وفي هذه القصيدة يقول .
( ليَبْلُغَ عُذراً أو يُصِيبَ غَنِيمةً ... ومُبْلِغُ نفسٍ عُذرَها مِثْلُ مُنْجحِ ) .
ثم مضى يبتغي لهم شيئا وقد جهدوا فإذا بأبيات شعر وبامرأة قد خلا من سنها وشيخ كبير كالحقاء الملقى فكمن في كسر بيت منها وقد أجدب الناس وهلكت الماشية فإذا هو في البيت بسحور ثلاثة مشوية فقال ثمامة وما السحور قال الحلقوم بما فيه والبيت خال فأكلها وقد مكث قبل ذلك يومين لا يأكل شيئا فأشبعته وقوي فقال لا أبالي من لقيت بعد هذا .
ونظرت المرأة فظنت أن الكلب أكلها فقال للكلب أفعلتها يا خبيث وطردته .
فإنه لكذلك إذا هو عند المساء بإبل قد ملأت الأفق وإذا هي تلتفت فرقا فعلم أن راعيها جلد شديد الضرب لها فلما أتت المناخ بركت ومكث الراعي قليلا ثم أتى ناقة منها فمرى أخلافها ثم وضع العلبة على ركبتيه وحلب حتى ملأها ثم أتى الشيخ فسقاه ثم أتى ناقة أخرى ففعل بها ذلك وسقى العجوز ثم أتى أخرى ففعل بها كذلك فشرب هو ثم التفع بثوب واضطجع ناحية فقال الشيخ للمرأة وأعجبه ذلك كيف ترين ابني فقالت ليس بابنك قال فابن من ويلك قالت ابن عروة بن الورد قال ومن أين قالت أتذكر يوم مر بنا يريد سوق ذي المجاز فقلت هذه عروة بن الورد وصفته لي بجلد فإني استطرفته .
قال فسكت حتى إذا نوم وثب عروة وصاح بالإبل فاقتطع منها نحوا من النصف ومضى ورجا ألا يتبعه الغلام وهو غلام حين بدا شاربه فاتبعه قال فاتخذا وعالجه قال فضرب به الأرض فيقع قائما فتخوفه على نفسه ثم واثبه فضرب به وبادره فقال إني عروة بن الورد وهو يريد أن يعجزه عن نفسه .
قال فارتدع ثم قال مالك ويلك لست أشك