وكيف تقابل الرؤوس بالأذناب وأين النصل من الجفن والسنان من الزج والذنابى من القدامى وكيف يفضل الشحيح على الجواد والسوقة على الملك والمجيع بخلا على المطعم فضلا فغضب ابن الزبير حتى ارتعدت فرائصه وعرق جبينه واهتز من قرنه إلى قدمه وامتقع لونه ثم قال له يابن البوالة على عقبيها يا جلف يا جاهل أما والله لولا الحرمات الثلاث حرمة الإسلام وحرمة الحرم وحرمة الشهر الحرام لأخذت الذي فيه عيناك .
ثم أمر به إلى سجن عارم فحبس به مدة ثم استوهبته هذيل ومن له بين قريش خؤولة في هذيل فأطلقه بعد سنة وأقسم ألا يعطيه عطاء مع المسلمين أبدا .
خبره مع عبد الملك .
فلما كان عام الجماعة وولي عبد الملك وحج لقيه أبو صخر فلما رآه عبد الملك قربه وأدناه وقال له إنه لم يخف علي خبرك مع الملحد ولا ضاع لك عندي هواك وموالاتك فقال أما إذا شفى الله منه نفسي ورأيته قتيل سيفك وصريع أوليائك مصلوبا مهتوك الستر مفرق الجمع فما أبالي ما فاتني من الدنيا .
ثم استأذنه أبو صخر في الإنشاد فأذن له فمثل بين يديه قائما وأنشأ يقول .
( عفَت ذاتُ عِرْقٍ عُصلُها فِرئامُها ... فدهناؤها وَحْشٌ وأجلي سَوامُها )