ثلاثة نفر واستاقوا خمسة وثلاثين بعيرا فخرجت جماعة من تغلب فأتوا زفر ابن الحارث وذكروا له القرابة والجوار وهم بقرقيسيا وقالوا ائتنا برحالنا ورد علينا نعمنا فقال أما النعم فنردها عليكم أو ما قدرنا لكم عليه ونكمل لكم نعمكم من نعمنا إن لم نصبها كلها وندي لكم القتلى قالوا له فدع لنا قريات الخابور ورحل قيسا عنها فإن هذه الحروب لن تطفأ ما داموا مجاورينا فأبى ذلك زفر وأبوا هم أن يرضوا إلا بذلك فناشدهم الله وألح عليهم فقال له رجل من النمر كان معهم والله ما يسرني أنه وقاني حرب قيس كلب أبقع تركته في غنمي اليوم وألح عليهم زفر يطلب إليهم ويناشدهم فأبوا فقال عمير لا عليك لا تكثر فوالله إني لأرى عيون قوم ما يريدون إلا محاربتك فانصرفوا من عنده ثم جمعوا جمعا وأغاروا على ما قرب من قرقيسيا من قرى القيسية فلقيهم عمير بن الحباب فكان النميري الذي تكلم عند زفر أول قتيل وهزم التغلبيين فأعظم ذلك الحيان جميعا قيس وتغلب وكرهوا الحرب وشماتة العدو .
فذكر سليمان بن عبد الله بن الأصم .
أن إياس بن الخراز أحد بني عتيبة بن سعد بن زهير وكان شريفا من عيون تغلب دخل قرقيسيا لينظر ويناظر زفر فيما كان بينهم فشد عليه يزيد بن بحزن القرشي فقتله فتذمم زفر من ذلك وكان كريما مجمعا لا يحب الفرقة فأرسل إلى الأمير ابن قرشة بن عمرو بن ربعي بن زفر بن عتيبة بن بعج بن عتيبة بن سعد بن زهير بن جشم بن الأرقم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب فقال له هل لك أن تسود بني نزار فتقبل مني الدية عن ابن