فرضها الله تعالى في كتابه على القوي للضعيف فجاء التاسع وليس له منها ولا سهم واحد فأخذ جميعها لنفسه مكابرا محاربا لربه ما تقولون فيه وفيمن عاونه على فعله يا أهل المدينة بلغني أنكم تنتقصون أصحابي قلتم هم شباب أحداث وأعراب جفاة ويحكم يا أهل المدينة وهل كان أصحاب رسول الله إلا شبابا أحداثا شباب والله مكتهلون في شبابهم غضيضة عن الشر أعينهم ثقيلة عن الباطل أقدامهم قد باعوا أنفسا تموت غدا بأنفس لا تموت أبدا قد خلطوا كلالهم بكلالهم وقيام ليلهم بصيام نهارهم منحنية أصلابهم على أجزاء القرآن كلما مروا بآية خوف شهقوا خوفا من النار وإذا مروا بآية شوق شهقوا شوقا إلى الجنة فلما نظروا إلى السيوف قد أنضيت وإلى الرماح قد أشرعت وإلى السهام قد فوقت وأرعدت الكتيبة بصواعق الموت استخفوا وعيد الكتيبة عند وعيد الله ولم يستخفوا وعيد الله عند وعيد الكتيبة فطوبى لهم وحسن مآب فكم من عين في منقار طائر طالما بكى بها صاحبها من خشية الله وكم من يد قد أبينت عن ساعدها طالما اعتمد عليها صاحبها راكعا وساجدا .
أقول قولي هذا وأستغفر الله من تقصيرنا وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
قال هارون وحدثني جدي أبو علقمة قال سمعت أبا حمزة على منبر النبي يقول ( من زنى فهو كافر ) ومن سرق فهو كافر ومن شك أنه كافر فهو كافر .
( بَرِح الخفاءُ فأينَ ما بكَ يذهبُ ... )