( حتى وردنَ حياضَ مكة قُطّناً ... يحكِينَ واردةَ اليمام القارب ) .
( ما إن أتينَ على أخي حَبْريةٍ ... إلا تركنَهمُ كأَمسِ الذاهبِ ) .
( في كلِّ معترِكٍ لها من هامهم ... فِلَقٌ وأيدٍ عُلِّقتْ بمناكب ) .
( سائلْ بيوم قُديدَ عن وقعَاتها ... تُخبرْك عن وقعاتِها بعجائب ) .
وقال هارون بن موسى في رواية محمد بن جرير الطبري عن العباس بن عيسى عنه ثم دخل أبو حمزة المدينة سنة ثلاثين ومائة ومضى عبد الواحد بن سليمان إلى الشأم فرقي المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أهل المدينة سألناكم عن ولاتكم هؤلاء فأسأتم لعمر الله فيهم القول وسألناكم هل يقتلون بالظن فقلتم نعم وسألناكم هل يستحلون المال الحرام والفرج الحرام فقلتم نعم فقلنا لكم تعالوا نحن وأنتم فنناشدهم الله أن يتنحوا عنا وعنكم ليختار المسلمون لأنفسهم فقتلتم لا تفعلون فقلنا لكم تعالوا نحن وأنتم نلقاهم فإن نظهر نحن وأنتم نأت بمن يقيم فينا كتاب الله وسنة نبيه وإن نظفر نعمل في أحكامكم ونحملكم على سنة نبيكم ونقسم فيئكم بينكم فإن أبيتم وقاتلتمونا دونهم فقاتلناكم فأبعدكم الله وأسحقكم .
يا أهل المدينة مررت بكم في زمان الأحول هشام بن عبد الملك وقد أصابتكم عاهة في ثماركم فركبتم إليه تسألونه أن يضع خراجكم عنكم فكتب بوضعها عنكم فزاد الغني غنى وزاد الفقير فقرا فقلتم جزاكم الله خيرا فلا جزاه الله خيرا ولا جزاكم .
أبو حمزة يخطب بأهل المدينة .
قال هارون وأخبرني يحيى بن زكريا أن أبا حمزة خطب بهذه الخطبة