كان أول أمر أبي حمزة وهو المختار بن عوف الأزدي ثم السلمي من أهل البصرة أنه كان يوافي في كل سنة يدعو إلى خلاف مروان بن محمد وآل مروان فلم يزل يختلف كل سنة حتى وافى عبد الله بن يحيى في آخر سنة وذلك سنة ثمان وعشرين ومائة فقال له يا رجل إني أسمع كلاما حسنا وأراك تدعو إلى حق فانطلق معي فإني رجل مطاع في قومي فخرج به حتى ورد حضرموت فبايعه أبو حمزة على الخلافة قال وقد كان مر أبو حمزة بمعدن بني سليم وكثير بن عبد الله عامل على المعدن فسمع بعض كلامه فأمر به فجلد أربعين سوطا فلما ظهر أبو حمزة بمكة تغيب كثير حتى كان من أمره ما كان ثم رجع إلى موضعه قال فلما كان في العام المقبل تمام سنة تسع وعشرين لم يعلم الناس بعرفة إلا وقد طلعت أعلام عمائم سود خرمية في رؤوس الرماح وهم سبعمائة هكذا قال هذا .
وذكر المدائني أنهم كانوا تسعمائة أو ألفا ومائة ففزع الناس منهم حين رأوهم وقالوا لهم ما لكم وما حالكم فأخبروهم بخلافهم مروان وآل مروان والتبري منهم .
فراسهلم عبد الواحد بن سليمان وهو يومئذ على المدينة ومكة والموسم ودعاهم إلى الهدنة فقالوا نحن بحجنا أضن وعليه أشح فصالحهم على أنهم جميعا آمنون بعضهم من بعض حتى ينفر الناس النفر الأخير وأصبحوا من غد فوقفوا على حدة بعرفة ودفع عبد الواحد بالناس فلما كانوا بمنى قالوا لعبد الواحد إنك قد أخطأت فيهم ولو حملت عليهم الحاج ما كانوا إلا أكلة رأس فنزل أبو حمزة بقرن الثعالب