فقال محمد إن أحسن الشعر ما دام الإنسان يشرب ما كان مكسوا لحنا حسنا تغني به منوسة وأشباهها فإن كسيت شعرك من الألحان مثل ما غنت قبله طاب فقال ذلك إليها .
فقال له ابن طالوت يا أبا الحسين كيف هي عندك في حسنها وجمالها وغنائها وأدبها قال هي غاية ينتهي إليها الوصف ثم يقف قال قل في ذلك شعرا فقال .
( وكيفَ صبرُ النفس عن غادةٍ ... تَظلمُها إن قلتَ طاووسَهْ ) .
( وجُرتَ إن شبّهتَها بانةً ... في جنَّةِ الفردوس مَغروسَهْ ) .
( وغيرُ عدْلٍ إن عَدَلْنا بها ... لؤلؤةً في البحْر مَنْفُوسهْ ) .
( جلَّتْ عن الوصفِ فما فِكرةٌ ... تلحَقُها بالنعتِ مَحسوسَهْ ) .
فقال له ابن طالوت وجب شكرك يا ماني فساعدك دهرك وعطف عليك إلفك ونلت سرورك وفارقت محذورك والله يديم لنا ولك بقاء من ببقائه اجتمع شملنا وطاب يومنا .
فقال ماني .
( مُدْمِنُ التخفيف مَوصولُ ... ومُطِيل اللَّبثُ مَمْلولُ ) .
فأنا أستودعكم الله ثم قام فانصرف فأمر له محمد بن عبد الله بصلة ثم كان كثيرا ما يبعث يطلبه إذا شرب فيبره ويصله ويقيم عنده .
تشبيبه بغلام .
أخبرني جعفر بن قدامة قال حدثني المبرد قال