ما بين مكة والمدينة بمائتي دينار فارتاب بكتاب مروان فجاء به إليه وقال .
( مروانُ إنّ مطيتي معقولةٌ ... ترجو الحباءَ وربُّها لم ييأسِ ) .
( آتيتني بصحيفةٍ مختومةٍ ... يُخشَى عليَّ بها حِباءُ النّقرس ) .
( ألقِ الصحيفةَ يا فرزدق لا تكن ... نكراء مثلَ صحيفةِ المُتَلَمِّسِ ) .
قال ورمى بها إلى مروان فضحك وقال ويحك إنك أمي لا تقرأ فاذهب بها إلى من يقرؤها ثم ردها حتى أختمها فذهب بها فلما قرئت إذا فيها جائزة قال فردها إلى مروان فختمها وأمر له الحسين بن علي عليهما السلام بمائتي دينار قال ولما بلغ جريرا أنه أخرج عن المدينة قال .
( إذا حلّ المدينةَ فارجُمُوهُ ... ولا تدْنوهُ من جَدَث الرسول ) .
( فما يُحْمَى عليه شرابُ حدٍّ ... ولا وَرْهاءُ غائبةُ الحليل ) .
فأجابه الفرزدق فقال .
( نعتْ لنا من الورْهاء نَعْتاً ... قعدتُ به لأمك بالسبيلِ ) .
( فلا تبْغي إذا ما غاب عنها ... عطيةُ غيرَ نَعْتِك من حَليل ) .
مرضه وموته .
أخبرنا عبد الله بن مالك قال حدثني محمد بن موسى قال حدثنا أبو