في رواية ابن حبيب تيلف حتى بلغ إلى قوله .
( تَرى الناسَ ما سِرنا يسيرون خلفنا ... وإن نحن أومأنا إلى النّاس وقَّفوا ) .
وأنشدها الفرزدق حتى بلغ إلى آخرها فقام الأنصاري كئيبا فلما توارى طلع أبوه أبو بكر بن حزم في مشيخة من الأنصار فسلموا عليه وقالوا يا أبا فراس قد عرفت حالنا ومكاننا من رسول الله وقد بلغنا أن سفيها من سفهائنا ربما تعرض لك فنسألك بحق الله وحق رسوله لما حفظت فينا وصية رسول الله ووهبتنا له ولم تفضحنا .
قال محمد بن إبراهيم فأقبلت عليه أكلمه فلما أكثرنا عليه قال اذهبوا فقد وهبتكم لهذا القرشي .
قال سليمان بن عبد الملك للفزردق أنشدني أجود شعر عملته فأنشده .
( عزفتَ بأَعشاش وما كدت تعزف ... ) .
فقال زدني فأنشده .
( ثلاثٌ واثنتان فتلك خمس ... وواحدة تميل إلى الشِّمام ) .
( فبِتْنَ بجانبيّ مصرَّعاتٍ ... وبتُّ أفضُّ أغلاق الخِتَامِ ) .
فقال له سليمان ما أراك إلا قد أحللت نفسك للعقوبة أقررت بالزنى عندي وأنا إمام ولا تريد مني إقامة الحد عليك فقال إن أخذت في بقول الله D لم تفعل قال وما قال قال قال الله تبارك وتعالى ( والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون )