دخل الفرزدق على بعض خلفاء بني مروان ففاخره قوم من الشعراء فأنشأ يقول .
( ما حمِلَتْ ناقةٌ من معشر رجلاً ... مثلي إذا الريح لفَّتْنِي على الكُورِ ) .
( أعزَّ قوماً وأوفى عند مكرمةٍ ... لمعْظَمٍ من دماء القوم مهجورِ ) .
فقال له إيه فقال .
( إلاّ قُريشاً فإنّ الله فضَّلها ... على البرِيّةِ بالإِسلامِ والخيرِ ) .
( تلقى وجوهَ بني مرْوانَ تحسبُها ... عند اللقاء مشُوفاتِ الدَّنانير ) .
ففضله عليهم ووصله .
يمدح عيسى بن حصيلة لأنه أعانه على الفرار .
قال ابن حبيب وكان الفرزدق يهاجي الأشهب بن رميلة النهشلي وبني فقيم فأرفث بهم فاستعدوا عليه زيادا فحدثني جابر بن جندل قال فأتى عيسى بن حصيلة بن مغيث بن نصر بن خالد السلمي ثم من بني بهز فقال يا أبا حصيلة إن هذا الرجل قد أخافني وقد لفظني جميع من كنت أرجو قال فمرحبا بك يا أبا فراس فكان عنده ليالي ثم قال إني أريد أن ألحق بالشام قال إن أقمت ففي الرحب والسعة وإن شخصت فهذه ناقة أرحبية أمتعك بها وألف درهم فركب الناقة وخرج من عنده ليلا