أعطيته وأعطية ولده وأهله فقال والله يا أبا فراس ما وافقت عندنا نقدا ولكن عروضا إن شئت فعندنا رقيق فرهة فإن شئت أخذتهم قال نعم فأرسل له بوصفاء من بنيه وبني أخيه فقال هم لك عندنا حتى تشخص وجاءه العطاء فأخبره الخبر وفداهم فقال الفرزدق ونظر إلى عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد وكان يطوف بالبيت الحرام يتبختر .
( تمْشي تَبَخْتُر حولَ البيتِ منتخَباً ... لو كنتَ عمرَو بنَ عبد الله لم تزدِ ) .
أخبرنا أبو خليفة عن محمد بن سلام قال حدثنا عامر بن أبي عامر - وهو صالح بن رستم الخراز - قال أخبرني أبو بكر الهذلي قال .
إنا لجلوس عند الحسن إذ جاء الفرزدق يتخطى حتى جلس إلى جنبه فجاء رجل فقال يا أبا سعيد الرجل يقول لا والله وبلى والله في كلامه قال لا يريد اليمين فقال الفرزدق أو ما سمعت ما قلت في ذلك قال الحسن ما كل ما قلت سمعوا فما قلت قال قلت .
( ولستَ بمأخوذٍ بلغوٍ تقوله ... إذا لم تعمَّدْ عاقداتِ العزائم ) .
قال فلم ينشب أن جاء رجل آخر فقال يا أبا سعيد نكون في هذه المغازي فنصيب المرأة لها زوج أفيحل غشيانها وإن لم يطلقها زوجها فقال الفرزدق أو ما سمعت ما قلت في ذلك قال الحسن ما كل ما قلت سمعوا فما قلت قال قلت .
( وذات حَليلٍ أنكحتْنا رِماحُنا ... حلالاً لمن يَبْني بها لم تُطَلَّق )