( أنا ابن العاقِر الخُورَ الصّفايا ... بضوّى حين فُتِّحت العُكوم ) .
قال فبلغ هذا الشعر ابن الزبير وخرج للصلاة فرأى الفرزدق في طريقه فغمز عنقه فكاد يدقها ثم قال .
( لقد أصبحت عِرسُ الفرزدق ناشزاً ... ولو رَضِيت رُمحَ استه لاستقرّت ) .
وقال هذا الشعر لجعفر بن الزبير .
وقيل إن الذي كان تقرر عليه عشرة آلاف درهم وإن سلم بن زياد أمر له بعشرين ألف درهم مهرا ونفقة فقبضها فقالت له زوجته أم عثمان بنت عبد الله بن عمرو بن أبي العاص الثقفية أتعطي عشرين ألف درهم وأنت محبوس فقال .
( ألا بَكَرَتْ عِرسِي تلومُ سفاهةً ... على ما مضى مني وتأمرُ بالبُخْلِ ) .
( فقلتُ لها - والجودُ مِنِّي سجيّةٌ - ... وهل يمنع المعروفَ سُوَّالَه مِثلي ) .
( ذَرِيني فإنّي غيرُ تارك شِيمتي ... ولا مُقصرٍ طول الحياة عن البذْلِ ) .
( ولا طاردٍ ضيفي إذا جاء طارقا ... وقد طرق الأضيافُ شيخيَ من قبلي ) .
( أَأَبخَلُ إن البُخْل ليس بمُخْلِدي ... ولا الجودُ يدنيني إلى الموت والقتل ) .
( أَبيعُ بني حرب بآلِ خويلدٍ ... وما ذاك عند الله في البيع بالعدل ) .
( وليس ابنُ مروان الخليفةُ مشبهاً ... لفحل بَني العوَّام قُبِّح من فحل ) .
( فإن تُظهرُوا ليَ البخلَ آلَ خُوَيْلد ... فما دأْبكم دأْبِي ولا شكلُكم شكلِي ) .
( وإن تَقهروني حين غابت عشيرتي ... فمن عجبِ الأيام أن تقهروا مِثلي )