وأم الفرزدق - فيما ذكر أبو عبيدة - لينة بنت قرظة الضبية .
كان يقال لجده صعصعة محيي الموءودات .
وكان يقال لصعصعة محيي الموؤودات وذلك أنه كان مر برجل من قومه وهو يحفر بئرا وامرأته تبكي فقال لها صعصعة ما يبكيك قالت يريد أن يئد ابنتي هذه فقال له ما حملك على هذا قال الفقر قال فإني أشتريها منك بناقتين يتبعهما أولادهما تعيشون بألبانهما ولا تئد الصبية قال قد فعلت فأعطاه الناقتين وجملا كان تحته فحلا وقال في نفسه إن هذه لمكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب فجعل على نفسه ألا يسمع بموءودة إلا فداها فجاء الإسلام وقد فدى ثلثمائة موءودة وقيل أربعمائة .
أخبرني بذلك هاشم بن محمد الخزاعي عن دماذ عن أبي عبيدة .
وأخبرني بهذا الخبر محمد بن العباس اليزيدي وعلي بن سليمان الأخفش قالا حدثنا أبو سعيد السكري عن محمد بن حبيب عن أبي عبيدة عن عقال بن شبة قال قال صعصعة .
خرجت باغيا ناقتين لي فارقتين - والفارق التي تفرق إذا ضربها المخاض فتند على وجهها حتى تنتج - فرفعت لي نار فسرت نحوها وهممت بالنزول فجعلت النار تضيء مرة وتخبو أخرى فلم تزل تفعل ذلك حتى قلت اللهم لك علي إن بلغتني هذه النار ألا أجد أهلها يوقدون لكربة يقدر أحد من الناس أن يفرجها إلا فرجتها عنهم قال فلم أسر إلا قليلا حتى أتيتها فإذا حي من بني أنمار بن الهجيم بن عمرو بن تميم وإذا