أتأمرني أن أتزوج هذه بعدك يعني زوجته وهي تمشي خلفه فقال نعم إن كنت من شرطها قال وما شرطها قال قد قلت في ذلك .
( فلاَ تنْكَحِي إن فرَّق الدهرُ بيننا ... أغَمّ القفا والوجهِ ليس بأنْزَعا ) .
( وكُوني حَبيساً أو لأروعَ ماجدٍ ... إذا ضَنَّ أعشاشُ الرِّجالِ تَبرَّعا ) .
فمالت زوجته إلى جزار وأخذت شفرته فجدعت بها أنفها وجاءته تدمى مجدوعة فقالت أتخاف أن يكون بعد هذا نكاح قال فرسف في قيوده وقال الآن طاب الموت .
وقال النوفلي عن أبيه .
إنها فعلت ذلك بحضرة مروان وقالت له إن لهدبة عندي وديعة فأمهله حتى آتيه بها قال أسرعي فإن الناس قد كثروا وكان جلس لهم بارزا عن داره فمضت إلى السوق فانتهت إلى قصاب وقالت أعطني شفرتك وخذ هذين الدرهمين وأنا أردها عليك ففعل فقربت من حائط وأرسلت ملحفتها على وجهها ثم جدعت أنفها من أصله وقطعت شفتيها ثم ردت الشفرة وأقبلت حتى دخلت بين الناس وقالت يا هدبة أتراني متزوجة بعد ما ترى قال لا الآن طابت نفسي بعد بالموت ثم خرج يرسف في قيوده فإذا هو بأبويه يتوقعان الثكل فهما بسوء حال فأقبل عليهما وقال .
( أَبلِياني اليومَ صبرًا منكما ... إنّ حُزْناً إن بدا بادىءُ شرْ ) .
( لا أُراني اليومَ إلا ميِّتاً ... إنّ بعدَ الموت دارَ المستَقَرْ ) .
( اصبِرَا اليوم فإني صابرٌ ... كلُّ حَيٍّ لقَضاء وقَدرْ )